استكشاف فرص العمل في عالم القضاء، طالبة من كلية الاقتصاد والشريعة في جامعة علوم القرآن بجاكرتا تزور المديرية العامة للهيئة المحاكم الشرعية بالمحكمة العليا في جمهورية إندونيسيا

 

 

تشرفت خمسون طالبة من كلية الشريعة والاقتصاد الإسلامي (FSEI) بجامعة علوم القرآن جاكرتا بزيارة رسمية دراسية إلى مكتب المديرية العامة لهيئة المحاكم الشرعية (Badilag) بالمحكمة العليا في منطقة تشيمباكا بوتيه بجاكرتا الشرقية، يوم الاثنين الموافق 30 سبتمبر 2024. 

شملت الزيارة طالبات من عدة أقسام دراسية، بما في ذلك قسم القانون الاقتصادي الإسلامي وقسم إدارة الزكاة والأوقاف، تحت إشراف عميد كلية الشريعة والاقتصاد الإسلامي، الدكتور شريف هداية الله، إلى جانب عدد من أعضاء هيئة التدريس.

وقد استقبل الوفد سكرتير مكتب المديرية العامة لهيئة المحاكم الشرعية (Badilag) بالمحكمة العليا، الأستاذ عارف هدايات، و بحضور عدد من المسؤولين رفيعي المستوى في المديرية وقضاة الشؤون الدينية.

في كلمته، أعرب عميد كلية الشريعة والاقتصاد الإسلامي في جامعة علوم القرآن جاكرتا عن شكره للمديرية العامة لهيئة المحاكم الشرعية على قبولها لهذه الزيارة. وقال: "نأمل أن تمنح هذه الزيارة طالباتنا فهماً أوسع حول الفرص المهنية التي يمكنهن السعي إليها بعد التخرج، خصوصاً في مجال القضاء في المحاكم الدينية". كما عبر عن أمله في أن تفتح الزيارة أبواب التعاون بين الكلية والمديرية، خاصة في مجالات التدريب والبحث.

من جانبه، أعرب سكرتير المديرية العامة لهيئة المحاكم الشرعية عن تقديره لزيارة طالبات جامعة علوم القرآن جاكرتا، مشيراً إلى أنها قد تكون دافعاً لاستكشاف فرص العمل في قطاع القضاء. وأضاف: "من بين 446 وحدة عمل تمتلكها المحكمة العليا في جميع أنحاء إندونيسيا، هناك حاجة كبيرة إلى المزيد من القضاة، حيث تحتاج المحكمة العليا إلى حوالي 6,312 قاضياً لشغل مختلف المناصب". كما أشار إلى أن هذا يمثل فرصة ذهبية للجيل من الفتيات للانخراط في القضاء الشرعي.

كما تحدث عن التطورات في القضاء الإلكتروني التي تم تطبيقها منذ عام 2018 من خلال لائحة المحكمة العليا رقم 3 لعام 2018. يوفر هذا النظام إمكانية تقديم القضايا، ودفع الرسوم، والمشاركة في الجلسات القضائية إلكترونيًا. ومع التحديث الأخير من خلال لائحة المحكمة العليا رقم 7 لعام 2022، تم تعزيز هذا النظام لدعم الرقمنة القضائية في إندونيسيا.

وفي ظل العصر الرقمي، نواجه تحديات كبيرة تتعلق بتغيير طرق العمل، أحد أكبر هذه التحديات هو التحول الرقمي، الذي أصبح ضرورة في العديد من القطاعات، بما في ذلك القضاء. بالإضافة إلى ذلك، نواجه قضايا عالمية مثل دعم ذوي الاحتياجات الخاصة وحماية حقوق الأطفال والنساء بعد الطلاق. ومع زيادة احتياجات المجتمع وتوقعاتهم للحصول على خدمات قانونية سريعة وسهلة، يجب أن يواصل القضاء الديني الابتكار.

دعا أيضاً إلى أن تشارك الجامعات في دعم القضاء الشرعي من خلال مواءمة المناهج الدراسية لتناسب التطورات، مثل القضاء الإلكتروني، والوساطة الإلكترونية، والمجالات الأخرى التي تتماشى مع تطورات القانون في المحاكم الشرعية.

تجدر الإشارة إلى أن جامعة علوم القرآن (IIQ) جاكرتا هي مؤسسة تعليمية تجمع بين نظام التعليم التقليدي (المدارس الدينية) ونظام التعليم العالي، بهدف تخريج علماء وحافظات للقرآن الكريم، يتمتعن بالمعرفة العميقة والمتخصصة في علوم القرآن الكريم، ليتمكنوا من تقديم الفهم الإسلامي الشامل للأمة. وقد أنجب المعهد قارئات، حافظات، ومفسرات يشاركن في مسابقات تلاوة القرآن الوطنية والدولية. على الطالبات متابعة مواد دراسية تخصصية مثل تحفيظ القرآن، التلاوة، التفسير، القراءات، وعلوم الرسم العثماني كجزء من مناهج الجامعة.

تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون بين المجتمع الأكاديمي والنظام القضائي، وتعزيز دور التعليم العالي في إعداد الجيل القادم للمساهمة في القضاء الشرعي.